من: هبة الكردي
القاهرة - مباشر: شهدت أسعار خام الحديد منذ الأسبوع الماضي، ارتفاعاً كبيراً إثر زيادة أسعار البليت عالمياً، الذي يدخل في صناعة الحديد، لتتراوح قيمة الزيادة بين 200 جنيه للطن إلى 450 جنيهاً للطن.
وأرجع خبراء مواد بناء ومسؤولون، ارتفاع أسعار الحديد بالسوق المحلية، إلى ارتفاعه بالسوق العالمية نتيجة زيادة أسعار البليت، وقرار أمريكا بفرض رسوم على ورادات الحديد والألومنيوم.
وقررت أمريكا فرض رسوم جمركية على وارداتها من الصلب بقيمة 25%، والألومنيوم بقيمة 10%، وهو ما أدى إلى موجة احتجاج كبيرة من الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، مثل الصين، وبريطانيا، وكوريا الجنوبية، حيث من المقرر أن يبدأ سريان الرسوم قبل نهاية الشهر الجاري، مع فتح الباب لاستثناءات الدول من خلال المفاوضات الثنائية.
زيادة البليت
قال محمد حنفي، وكيل غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات، إن الزيادة التي شهدتها أسواق الحديد في الفترة الماضية ترجع إلى ارتفاع أسعار البليت عالمياً لما يقرب من 1000 جنيه، مؤكداً أن المصانع لم تتمكن من زيادة الأسعار مرة واحدة للتنسيق بين طلب المستهلكين وزيادة الأسعار.
يُذكر إلى أن أسعار البليت شهدت ارتفاعاً بأكثر من 10 دولارات خلال الأسبوع الماضي.
وأوضح وكيل الغرفة أن أسعار الزيادة ما زالت لا تغطي تكاليف الإنتاج بعد زيادة الأسعار العالمية.
وعلى مستوى القرار الأمريكي بفرض رسوم على واردات الحديد للسوق للأمريكية، أكد حنفي أن القرار لا يؤثر على سوق التسليح المصرية؛ نظراً لضآلة تصدير الحديد المصري لأمريكا.
وتابع حنفي: مصر لا تصدر حديد تسليح لأمريكا، ولكنها تقتصر على منتجات الصلب من الصاج والألواح الساخنة فقط، مما يؤكد على عدم تأثر سوق التسليح المصرية بالقرار.
وتابع محمد حنفي: أن ترامب من المقرر أن يرفع الرسوم الجمركية على الواردات المصرية من الحديد بنسبة قد تصل إلى 75%، مشيراً إلى أن هدف ترامب حماية صناعة الحديد الأمريكية من 11 دولة؛ نظراً لأن سعر استيراد الحديد في أمريكا أقل بنسبة كبيرة من سعر المصانع المنتجة هناك.
إغراق الحديد عالمياً
من جهته قال محمد مجدي، محلل قطاع مواد البناء لدى سيجما كابيتال، إن الارتفاع الذي لحق بأسعار الحديد في الآونة الأخيرة يرجع إلى ارتفاع أسعار الحديد والبليت عالمياً بعد فرض أمريكا رسوماً على واردات الحديد للسوق للأمريكية التي تعد ثاني أكبر مستورد للحديد في العالم.
وتوقع محلل قطاع مواد البناء، عدم استمرار ارتفاع الأسعار الحالي، متوقعاً أن تشهد سوق الحديد العالمية حالة من الإغراق خلال الفترة المقبلة بسبب القرار الأمريكي.
وأضاف مجدي: أنه يتوقع تراجع أسعار الحديد إلى مستوى عام 2014 و2015 اعتباراً من النصف الثاني من العام الجاري بعد انتهاء العقود القائمة خلال الشهرين المقبلين.
وقال طارق الجيوشي، عضو غرفة الصناعات المعدنية ورئيس مجموعة الجيوشي للصلب، إن وصول أسعار خام البليت عالمياً لـ575 دولاراً للطن أربك المنتجين في كل الدول، ومنها المصانع المحلية، مشيراً إلى أن الأسواق العالمية غير مستقرة؛ بسبب تضاعف أسعار مدخلات إنتاج خام البليت من أقطاب الجرافيت اللازمة لعمليات الصهر بسبب ندرته في الأسواق العالمية.
وأشار الجيوشي، في بيان الأسبوع الماضي، إلى أن الزيادة في أسعار الحديد بالمصانع المحلية لا يمكن مقارنتها بمصانع الدول الأخرى، لافتاً إلى أن المصانع المصرية تعتمد في إعلان أسعارها على حساب متوسطات أسعار مدخلات الإنتاج، وعلى رأسها خام البليت.
أسهم القطاع بالبورصة
وعلى مستوى تأثر شركات القطاع المدرجة بالبورصة المصرية، توقع محمد مجدي، محلل سيجما، أن يكون تأثير الارتفاع والانخفاض محايداً على حد سواء، موضحاً أن رسوم الإغراق التي أقرتها مصر تحمي المصنّعين من أيّ ارتفاع أو انخفاض بالسوق الخارجية.
وانعكست زيادة أسعار الحديد على أسهم القطاع في البورصة المصرية، حيث خيّم الارتفاع على أسهم الحديد بعد القرار، وعلى رأسها حديد عز التي لا تزال تعلن عن الزيادة المقررة.
وحققت أسهم الحديد بالبورصة مستويات تاريخية بعد زيادة أسعار الحديد ولكنها لم تتمكن من الحفاظ على صعودها؛ بسبب عمليات جني الأرباح التي تمر بها البورصة المصرية منذ جلسة أمس.
وبحلول الساعة 1:3 من جلسة اليوم، هبط سهم حديد عز بنسبة 1.84%، كما تراجع العز الدخيلة بنسبة 4.25%، والحديد والصلب بنسبة 0.51%، وفي المقابل صعد أسيك للتعدين بنسبة 3.47%.
وسجل سعر طن الحديد في مصنع بشاي 12 ألفاً و426 جنيهاً، بزيادة مقدارها 456 جنيهاً في الطن الواحد، أمَّا سعر طن الحديد في مصنع السويس فقد سجل 12 ألفاً و175 جنيهاً، بزيادة 225 جنيهاً.
كما سجل سعر حديد الجارحي 12 ألفاً و175 جنيهاً، بزيادة مقدارها 225 جنيهاً للطن، أمَّا مصنع المصريين فبلغ سعر طن الحديد 12 ألفاً و150 جنيهاً، بزيادة 350 جنيهاً.
ووصل أسعار الحديد عالمياً إلى 70.26 دولار لكل طن في ختام تعاملات أمس الاثنين.
